المواطنة وحقوق الإنسان

المواطنة
المواطنة وحقوق الإنسان



يقول ابن منظور في لسان العرب:المواطنة والوطن "المنزل الذى تقيم بة، وهو موطن الإنسان ومحلة". واوطنت الأرض ووطنتها توطينا واستوطنتها ،اى اتخذها وطنا. فالمواطنة تعنى وضعا حقوقيا وسياسيا معينا، كما تشمل مجمل بنيان الدولة ومؤسساتها.،والهيكل البشرى والجغرافي لها.

إن قضية المواطنة من أكثر القضايا التي شغلت عقول الفلاسفة كأفلاطون وأسطو، والفارابي، ولوك ، وروسو وغيرهم من الذين وضعوا مفاهيم للمواطنة، وأقاموها على أساس من الواقع، أو على أساس من المنطق. لكنهم جميعا قد اخضعوا أفكارهم عن المواطنة إلى رؤاهم للوجود الانسانى ، وتفسيراتهم لهذا الوجود، وتصوراتهم للإنسان من حيث مصدرة، ومركزة في الكون، ووظيفته في الحياة، وغايته فيها.


وعلى هذا امتد مفهوم المواطنة ليشمل الوعي الديني والحضاري الانسانى الذي يتجاوز المفاهيم الطائفية والعصبية والعشائرية إلى روح الشرعية الدولية والإنسانية لحقوق الإنسان.


ومع ذلك فان مفهوم" المواطنة" لدى كثير من الدول المعاصرة" لا يخلو من بعد عنصري أو طائفي. وما زالت البشرية لم تحسم قضية إلغاء الخيط الفاصل بين حقوق الإنسان وحقوق المواطن؛ فليس كل إنسان مواطنا، وليس بعد ثمة مساواة حقوقية إنسانية بين البشر.


فالمواطنة- كما يقول هيثم مناع" مفهوم ارتبط باستمرار بالزمان والمكان. وهو في تطوره ابن سيرورة تاريخية وتعبير عن مصالح مجتمعية دولانية أكثر منة ابن نصوص مقدسة كانت أم غير مقدسة" فقد تطور هذا المفهوم من الحضارة الشرقية السومرية والفينيقية إلى الحضارة اليونانية، حيث بدأت علاقات جديدة بين إنسانية تتجاوز روابط الدم والعصبيات والعشائريات، إلى روابط تأخذ بعين الاعتبار التكوين السياسي للجماعة وتناقضاته، وتجعل من السياسة موضوع مشاركة عامة للمواطنين في تقرير المسائل التي تمس وجودهم؛ فالمواطن هو من يملك حق المشاركة في الوظائف الحقوقية والوظائف العامة وحق المشاركة في اتخاذ القرار، وفى تنفيذ القرار، وفى الثمار الناتجة عن القرار.


وهكذا فان إشكالية المواطنة وتنوعاتها، وتوسيع دائرة اتخاذ القرار قد خلقت دينامكية ثقافية واجتماعية عامة كانت الديمقراطية ارقي تعبيراتها وتجلياتها.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -