الناجي من الموت.. المجند الذي نجا يروي تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة شهداء الكتيبة 408 (فيديو)

الناجي من الموت.. المجند الذي نجا يروي تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة شهداء الكتيبة 408 (فيديو)



الناجي من الموت.. المجند الذي نجا يروي تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة شهداء الكتيبة 408 (فيديو)







القاهره 24

الناجي من الموت مجند يروي تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة شهداء الكتيبة 408 (فيديو)
“هانت يا جيش” الخامس عشر من الشهر الجاري غمرت الفرحة جميع المجندين المتواجدين داخل مخيم الكتيبة 408 مشاة تدخل سريع، بعدما سلموا “الكارينهات” استعدادًا لتسليم مهامهم وإنهاء خدمتهم في أراضي سيناء الصاخبة، بعد مرور قرابة 11 شهرًا قضوها في الدفاع عن أرض الوطن باستماتة فكثيرًا ما داهموا بؤر إرهابية وأفشلوا مخططات لخراب البلاد، ووقفوا كالنسور في مواجهة رصاصات الغدر والخيانة.

أيام قليلة كانت تفصل هؤلاء المجندين عن تسليم “البدلة الميري”، كانوا يتابعون حركة عقارب الساعة في هدوء واطمئنان مشتاقين للعودة لذويهم، والبدء في تنفيذ خططهم الطموحة التي سبدأون بها حياتهم، لم يخطر في بالهم ولو لوهلة أن المجرمين يخططون أيضًا للقضاء على أمالهم وطموحاتهم ويستعدون لمواجهتهم في مخيمهم.

في عصر أمس السبت، أوقفت العقارب أيادي آثمة عبثت بالأرواح تسللوا للمخيم وقتلوا الفرحة بداخله، وحولوا أجواء الكتيبة السعيدة إلى سواد عاتم، لتسيل دمائهم الذكية تروي أراضي سيناء، ويضاف 15 اسمًا جديدًا لدفاتر شهداء الواجب الوطني، وتتعالى الصرخات لتداوي جميع أرجاء المحروسة، وسط شعور مزدوج بين أنين الفراق وألم الذكريات وفرحة الشهادة.

من بين ملايين المصابين بالحزن على هذه الكتيبة، كان أحمد محمد علي، خريج كلية حقوق وأحد أفراد الكتيبة والتي شاءت الأقدار له أن يكون في إجازة وقت تصفية جميع أفراد المخيم، ينتابه حاله شديدة من الحزن، يتذكر مواقف قضاها مع أولئك الجنود الذين رحلوا، يتألم لرحيلهم وفقدانهم، بقوله: “مش مستوعب اللي حصل، خلاص كنا خارجين كلنا بعد 15 يوم ليه كده قتلوا فرحتنا بالخروج؟!”.

“القاهرة 24” تواصلت مع الشاب، والذي سرد تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الجنود، وعبر عن الفرحة التي كانت تنتابهم للانتهاء من الخدمة، وخص بالذكر 3 منهم، كانوا أقربهم لقلبه وله معهم مواقف كثيرة، خاصة أنهم كانوا مرافقين له في مركز التدريب حتى وفاتهم.


إبراهيم مصطفى محبًا لسيناء يروي أرضها بدمائه

الشهيد إبراهيم مصطفى

اجتمع “أحمد” بالشهيد إبراهيم مصطفى، في وقت مبكر، منذ التحاقهما بالخدمة العسكرية، حيث تقابلا في مركز التدريب في المعادي، وقضيا ثلاثين يومًا كانوا بجوار بعضهم البعض في “العنبر”، خلال تلك الفترة كان يحكي إبراهيم لصديقه أنه يحب سيناء، وكان يتمنى أن تكون خدمته في تلك الأراضي الطاهرة بدماء الشهداء، وبالفعل “اتبسط قوي لما عرف إننا خلاص هنروح سيناء ومكنش متضايق ولا حاجة، بالعكس قعد وطمننا”.

ويضيف صديق الشهداء، أنهم هبطوا لسيناء في مارس 2018، وكانت بعضهم لديهم رهبة لما يسمعه عن ما يحدث في سيناء، في تلك الأثناء كان “إبراهيم” يطمئن أصدقائه، بقوله “كله خير واللي عاوزه ربنا هيكون”، ثم يبتسم لهم حتى يثلج صدورهم (حسبما يروي أحمد)، وكان يريد أن يعمل ليرفع عن والده أعباء الحياة حيث أنه الابن الأكبر في أسرته.

ويشير إلى أن الشهيد كان يحب أصدقائه، حتى أنه كان يجمعهم في الإجازات ويتقابلون خارج أرض سيناء، وكان كثيرًا ما يتواصل معهم وهم في الإجازات، حتى أن آخر مكالمة بينه وبين صديقه في الجيش، كانت قبيل الهجوم الإرهابي، وكان نصها كما يقول أحمد، “خلاص هانت يا صاحبي هننزل آخر إجازة مع بعض، وخلاص هنسلم مهمتنا والمخلة ونفرح ونتبسط”.
علاء عزت الشهيد المحب للحياة العسكرية دمائه تسيل على “الأفارول”

الشهيد علاء عزت

كان علاء عزت، ابن محافظة الدقهلية، محبًا للحياة العسكرية، طموحًا في أن يكمل حياته داخل صفوف القوات المسلحة، حسبما يصرح أحمد محمد علي، صديقهم بنفس الكتيبة، “كان بيقدم في ظباط متخصصين الدفعة اللي فات، وعدى كذا اختبار بس ظروف جيشه منعته من استكمال الاختبارات”.

وظل “علاء” محتفظًا بالحلم، حيث أنه كان طموحًا، وكان ينتظر فرصة أخرى تكون الظروف في صفه حينها، للالتحاق بالقوات المسلحة، وكان يحب النظام، يضف “أحمد” أنه كان إنسانًا محبًا لأصدقائه ومؤمنًا بالعشرة، “حتى لما كنت أنزل إجازة، ألاقيه بيكلمني ويقولي، مبتسألش ليه؟ وكلمني من 10 أيام وأنا في إجازة بيطمن عليا وكان فرحان إنه خلاص هيخرج بخير”.
حازم مكاوي وعد أمه بالعودة السبت فعاد جثمانه في نفس اليوم

الشهيد حازم مكاوي

24 ساعة فقط كانوا يفصلون حازم مكاوي، عن العودة لأهله في آخر إجازة له، حيث كانت تربطهم علاقة قوية بأسرته وبالأخص والدته، وبالفعل عاد في الموعد الذي وعدهم به، إلا أنه عاد وجثمانه ملفوف في علم مصر، ويكمل أحمد: “كان خلاص نازل إجازة لمامته، وكان بيحب يبلغها إنه نازل عشان يفرحها، وتكون مستعدة وتعمل حسابها”.

كما اشتهر بين الكتيبة عن حازم، كرم أخلاقه وطيب سيرته، فكان بشوش الوجه: “كنا بنفرح بس مجرد ما نشوفه، لو شوفت وشه تتبسط وتحب تشوفه تاني، وكان بيهزر كتير ويضحك”، بالإضافة إلى أنه كان على قدر عالي من الثقافة والتثقف: “كنا نسهر لـ12 بالليل ويفضل يتكلم في التاريخ والعلم ونتناقش في أي حاجة، كان مثقف وطموح وكان بيحب الخير وبيساعد الناس”.

وعن سيرة “حازم” الطيبة، يقول “احمد”: “أي كلام هيتقال عليه مش هيديه حقه، حازم كان من أطيب الناس والشخصيات وأجدع حد ممكن تقابله في حياتك ربنا يرحمهم ويصبر أهليهم لفراقهم”.

كشف بأسماء الشهداء الـ15





نقلا عن مضر 24
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -