 |
| صوره ارشيفيه |
بقلم كيرلس فتحي
أنا إيهاب ٣٨ سنه عاذب وحيد ويتيم الأب والأم إتعرضت لأصعب أنواع الظلم .
من قيمة إسبوع كنت مسافر وأتوبيسى الساعه ١٢ بالليل ، لجل حظى الأتوبيس إتأخر ، فاقولت أقعد على كافيه لغاية ما يجى
كان معايا شنطة كتف حطيتها على رجلى وطلبت قهوه مظبوط
بعدها بربع ساعه بالظبط لاقيت راجل كبير فى السن لابس بدله وشعره أبيض طويل وعنده دقن خفيفه بيضه ومعاه شنطه صغيره ، جه الكافيه وكان بيدور على مكان فاضى لكن للأسف ماكنش فى ، فا إستأذن منى إنه يقعد معايا يشرب قهوه بسرعه ويمشى
من غير تفكير وافقت طبعا ، قعد وطلب قهوه زياده
بعد ما شربت قهوتى حبيت أشوف الفنجان لنفسى ، لاقيت الراجل بيقولى إنت بتعرف تقرا الفنجان ، قولتله بفهم شويه فيه ، فاطلب منى أقراله الفنجان
بعد ماشرب القهوه بتاعته إدانى الفنجان بتاعه وانا بحاول أقراه جاله تليفون ، فتح لمدة ثوانى وقفل من غير ما يقول ولا كلمه ، بعدها قالى معلش هادخل الحمام بس خلى باللك من الشنطه دى ، قولتله ماشى و أخدتها منه وحطيتها جنبى.
دقيقتين ولاقيت دخل الكافيه راجل لابس بالطو إسود وقف ثوانى يبص على المكان وبعدها جه ليا وقالى بطاقتك
قولتله ليه ؟
قالى هاتها وبعدين إسأل
قولتله عاوز أعرف مين أنت الأول عشان تطلب بطاقتى
قالى انا مباحث وورانى الكارنيه بتاعه
إديتله بطاقتى وفتش شنطتى وشنطة الراجل اللى فى الحمام
قولتله على فكره دى مش شنطتى دى شنطة واحد ، وقولتله مواصفاته
بص ليا وإبتسم إبتسامه صفرا ، وقال مش عاوزك تتكلم ولا نص كلمه غير لما اقولك
بعدها إتكلم فى جهاز اللاسلكى بتاعه وقال تم ضبط الهدف وجارى التعامل معه
كل ده وانا مش فاهم حاجه بس حاسس انى فى مصيبه هاتحصل
ثوانى والكافيه إتملا أمناء شرطه وكلاب بوليسي وعربيات بوكس واقفه بره ، طلعوا كل الناس اللى كانت فى الكافيه ،والظابط قال للأمين حرزلى كل حاجه حتى فناجين القهوه وكلبش الواد ده
ساعتها بقى انا إنهارت وبدأت أزعق واقول فى ايه منا لازم أفهم فى إيه انا عملت ايه ، ولو الشنطه دى فيها حاجه فا دى مش بتعتى ، دى بتاعت الراجل الكبير اللى كان هنا من شويه ودخل الحمام ، كنت بزعق وانا منهار بجد ، كنت شويه وهاعيط
جه واحد لابس ميرى بس شكله فى منصب كبير وقالى
- وايه جاب شنطة الراجل ده عندك ؟
- ياباشا انا معرفهوش اصلاً الراجل ده دخل الكافيه ومالقاش مكان يقعد فيه فا طلب منى يقعد معايا يشرب قهوه وبعد كده قالى خلى باللك من الشنطه هادخل الحمام وجاى
بعدها جاب الراجل اللى ماسك الكافيه وقاله فى حد كان قاعد مع الأستاذ ده من شويه ؟
قاله لا ياباشا الأستاذ ده كان قاعد من بدرى وشكله كان متوتر وشرب إتنين قهوه
أول ما سمعت الراجل بيقول كدا زعقت فيه وشتمته ، لاقيت أمين الشرطه مسكنى ونزل فيا ضرب لغاية ما وقعت فى الأرض
ركبونى لورى كبير بتاع التريحلات ده وانا كل ده حاسس إنى فى كابوس مش قادر أفوق منه
إتحطيت فى الحجز وتانى يوم إتعرضت على النيابه
واللى فهمته من وكيل النيابه ان فى إخباريه جات للشرطه ان فى عملية تسليم مخدرات هاتتم فى الميعاد ده ومع ضبط الشنط اللى معايا وجدوا كميه كبيره من المخدرات
قولتله مش شنطتى الواد بتاع الكافيه كداب ، دى بتاعت الراجل الكبير اللى دخل وقعد جنبى
قالى
- يعنى بتنكر ؟
- ياباشا مش بتعتى أعترف على مصيبه زى دى مش بتعتى ليه ؟
- ماشى ماشى ، عموماً بعد أربع أيام هايبان تقرير رفع البصمات على كل حاجه كانت معاك وهايبان إن كنت مظلوم ولا لا
وتم تجديد حبسى أربع أيام على ذمة التحقيقات
بعد أربع أيام وتحديداً يوم ٢ إبريل إتعرضت على النيابه تانى وتقرير رفع البصمات أثبت ان كل حاجه عليها بصماتى
قولتله ياباشا هو إدانى شنطته أخليها معايا اخد بالى منها لغاية مايرجع من الحمام ، وانا فعلا مسكت فنجان القهوه بتعته عشان اقراله الفنجان بعد ما شافنى بقرا الفنجان لنفسى ، لكن أقسملك الحاجه دى مش بتعتى ولو حللتوا القهوه هاتلاقوه واحده ساده وواحده زياده
مستحيل تلاقى حد بيشرب قهوه ساده وزياده فى نفس الوقت ، ده يثبت ان كان فى حد موجود معايا ويثبت كمان كذب الراجل بتاع الكافيه
لاقيت وكيل النيابه بص ليا وقال
- بص الكلام اللى انت بتحكى فيه ده مالوش أى أساس من الصحه وكل اللى أقدر أقوله ان كل حاجه ضدك ، بصمات وإعترافات وحرز ،كدا أركان القضيه إكتملت معايا
جيت أتكلم شاورلى بالسكوت وقال ماسمعش منك ولا كلمه تانى ، وأقفل المحضر فى ساعته وتاريخه وتم تحديد جلسه يوم ٢٣ إبريل للنطق بالحكم
دخلت فى حالة إكتئاب شديده وماكنتش باكل ولا بشرب ، لغاية ما دخلت فى حالة إغماء وإتنقلت المستشفى
إتعلق ليا محاليل وبعد ما فوقت لاقيت ممرض كبير فى السن وضهره من العمر الكبير محنى ، جانى بالليل وقعد جنبى ، قالى باين عليك مظلوم ، شكلك وانت جاى وفاقد الوعى كنت بتهلوس وبتقول يارب وعينيك مليانه دموع وأعصاب إيديك مشدوده ، كأنك بتطلب منه حاجه صعبه قوى شكلك مظلوم فعلاً ، كان نفسى أساعدك بس أجى فين أنا فى قوة ربنا اللى معاك
بصيت له وقولتله وانا صوتى بالعافيه خارج
- ربنا سايبنى .
أول ماسمع منى الكلمه إتنفض من مكانه وقام مضايق وقال
- مسيرك تاخد أجرك .
كلمه مافهمتهاش بس ماشغلتش بالى بيها
فضلت بعانى من الإكتئاب والظلم ووجع القلب لغاية ميعاد الجلسه
الساعه ١٠ الصبح يوم ٢٣ دخلت المحكمه وانا على سرير الإسعاف متكلبش فيه وإتحطيت فى قفص الإتهام ومعايا الممرض العجوز
بعد ما الحاجب نادى على القضيه بتعتى القاضى سألنى فين المحامى بتاعك قولتله ماعنديش محامى
فجأه لاقيت وكيل النيابه قام وقال .
أنا المحامى بتاعه
الناس كلها إستغربت والقاضى بصله بإستغراب وقاله إزاى ؟
كمل وكيل النيابه وقال
بعد إصرار المتهم على إنكاره بالرغم من ثبوت كل الأدله ضده ، كثفنا البحث ومراقبه منطقة الكافيه بالكامل ، وثبت ظهور شخص معاه شنطه بكاميرات إحدى العمارات المجاوره للكافيه بنفس المواصفات اللى قالها المتهم فى التحقيقات
وبتتبع طريق سيره لاقيناه فعلاً دخل الكافيه فى نفس وقت تواجد المتهم لكن ما طلعش من نفس الباب ، طلع من باب خلفى سحرى قبل الإقتحام بدقيقه
وبعد مراقبة الكافيه أثبت تردد نفس الشخص على الكافيه عدة مرات وبعد إقتحام الكافيه والقبض على كل العاملين به ، أقروا ان الشخص ده مالك الكافيه وأجبرهم على الإعتراف زور على المتهم بعد إغرائه لهم بالمال
لذللك أطلب من عدالتكم البراءه للسيد إيهاب
أنا ساعتها قلبى كان هايقف من كل اللى بيحصل ده وإزاى وكيف فجأه كدا كل حاجه تتغير لصالحى .
بعد نطق الحكم ببرائتى ، لاقيت الممرض العجوز مال عليا وقالى
مبروك عليك أجرك .
ربنا مش سايبك زى ما قولت وأديك شوفت بنفسك ، ربنا عارف وواثق إنك قد التجربه دى وتقدر تتحملها عشان تفوز ببركتها ، كل ما ضاقت الدنيا عليك والمشكله كبرت ثق تماماً إن البركه هاتكون أكبر
مبروك .
المصدر / موقع الحق وضلال
شكرا لك.. سيتم الرد في أقرب وقت ممكن