" أسرار اللحظات الأخيرة فى حياة منتحرة الإسكندرية

" أسرار اللحظات الأخيرة فى حياة منتحرة الإسكندرية
" أسرار اللحظات الأخيرة فى حياة منتحرة الإسكندرية



" أسرار اللحظات الأخيرة فى حياة منتحرة الإسكندرية

روت أسرة ضحية العنصرية بالإسكندرية، الطالبة إيمان صالح، التى كانت تدرس فى السنة النهائية بالمعهد الفنى الصحى بمستشفى جمال عبدالناصر، تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة المجنى عليها، التى انتحرت بعد معاناة من تنمر مشرفات المعهد عليها لكونها صاحبة بشرة سوداء.

وقالت والدة الفتاة إن ابنتها كانت فى آخر سنة بالمعهد، ودائمًا ما كانت تشتكى من بعض المشرفات، لتعمدهن إهانتها والسخرية منها، الأمر الذى تسبب لها فى ألم نفسى شديد، مضيفة: «كانت تقول لى إنتى مش عارفة تجيبى لى حقى». وأوضحت الأم أنها ذهبت أكثر من مرة إلى المعهد للتحدث مع المشرفات، لكنهن أنكر ذلك بشدة، وأخبرنها بأن ابنتها ليست مهتمة بدروسها، مضيفة: «كان نفسى تخلص السنة من غير مشاكل، وفاضل كام شهر وتتخرج».

وتابعت: «قبل الواقعة، كانت إيمان عصبية جدًا، وتجلس بمفردها وتغلق باب غرفتها عليها، ولا تخرج غير لتناول الطعام، ولم أكن أعلم أنها كانت تتألم لهذه الدرجة، وفى الأيام الأخيرة رفضت الذهاب إلى المعهد».

وأشارت إلى أن النيابة استدعتها صباح أمس، للاستماع إلى أقوالها، مؤكدة أنها اتهمت ٣ مشرفات هن «أسماء وسهير ومنى»، بالتسبب فى انتحار ابنتها، نتيجة سوء المعاملة والتنمر عليها.

واستندت الأم فى اتهامها إلى التسجيل الصوتى الذى أرسلته ابنتها لإحدى صديقاتها تشكو لها ما تفعله مشرفات المعهد معها، مضيفة: «لم أعلم بوجود التسجيل إلا بعد الواقعة بيوم».

وأضافت: «جاكلين صديقة ابنتى هى من بثت التسجيل على وسائل التواصل الاجتماعى، وهو ما أثار الواقعة إعلاميًا، وهذا التسجيل يثبت صدق أقوالى واتهاماتى للمشرفات بالتسبب فى انتحار ابنتى».

من جهتها، قالت ندا، إحدى صديقات ضحية التنمر، إن بعض مشرفات المعهد دائمات الإهانة للطالبات، ويتلفظن بألفاظ خارجة، مؤكدة أنهن تعمدن إهانة إيمان ووصفها بالسوداء، وكن ينادينها بـ«إنتى شبه الرجال»، وكان ذلك أمامنا جميعًا.
والتقطت «روان»، طرف الحديث، لتؤكد أنها وإيمان صديقتان منذ ٥ سنوات، مضيفة: «منذ بداية دخولنا المعهد وإيمان فى حالة نفسية سيئة، بسبب أسلوب المشرفات وسخريتهن منها»، مضيفة: «فى أحد أيام التدريب، أجبرتها المشرفة على ارتداء الحجاب، وهو ما سبب ضيقًا لها، لوجود طالبات مثلها لا يرتدين الحجاب ولم يجبرهن أحد على ذلك».

وعن لحظة انتحار إيمان، قالت ابنة خالتها: كنت أقف معها بجوار الشرفة، وكانت مكتئبة ولا تتحدث معى، فسألتها عن سبب تلك الحالة، فقالت «هو نفس الموضوع، المعهد»، وفى لحظة وجدتها تقفز من فوق سور «البلكونة»، وكان ذلك وقت أذان العشاء، وصدمت من المشهد، فلم أكن أتوقعه ولم يتوقعه أحد.

وأشاد العديد من جيران الضحية بحسن خلقها وتعاملها، مؤكدين أنها كانت تسعى دائمًا للخير، وتطوعت فى إحدى الجمعيات الخيرية لتوصيل المساعدات إلى الأسر الفقيرة.

إلى هذا، استمعت النيابة للتسجيل الصوتى للضحية وطلبت الاستماع لأقوال والدها، الذى طالب بحق ابنته، متسائلا: «كيف يحدث ذلك فى مكان من المفترض أنه للتدريس والتعليم، وحتى الآن لم يُجر تحقيق رسمى مع المشرفات؟».

وتعود الواقعة إلى مساء الأربعاء الماضى، حين انتحرت الفتاة من الطابق الرابع بمسكنها فى منطقة بشائر الخير بكرموز، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم إلى محل الواقعة لمعاينة المكان ومعرفة ملابسات الحادث، وتم تحرير محضر رقم ٤٨٨٦ لسنة ٢٠١٨ إدارى قسم شرطة كرموز

هذا الخبر منقول من : الدستور
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -