.عُقد رجالة وعلاقات مشبوهة .. 14 ساعة تحقيقات تكشف لغز سفاح البنات في السويس

.عُقد رجالة وعلاقات مشبوهة .. 14 ساعة تحقيقات تكشف لغز سفاح البنات في السويس
صوره ارشيفيه




السويس - حسام الدين أحمد:

باشرت نيابة السويس التحقيق مع 6 متهمين، في قضية الاعتداء على الفتيات وإصابتهن والتي شغلت الرأي العام، والمعروفة إعلاميًا بقضية "سفاح البنات".
واستمرت التحقيقات مع المتهمين قرابة 14 ساعة، وأقر المتهمون بأن الدراجتين الناريتين تخصهما كما أقروا بملكيتهم للهواتف المحمولة والتي كانت عليها محادثاتهم وما كان بينهم من اتفاق على تنفيذ الجرائم.
التحفظ على المتهمين

وقررت النيابة بإشراف المستشار هادي عزب، المحامي العام لنيابات السويس، التحفظ على المتهمين لحين ورود تحريات الأمن الوطني في السويس حيال تلك الوقائع.
كانت تلك القضية الأبرز في السويس في الفترة الأخيرة، وتحول الأمر مع انتشار الشائعات إلى فزاعة "السفاح" والادعاء بأن شخصا مجهولا يستهدف إصابة الفتيات وجرحهن بشفرة حادة، إلا أن تلك الوقائع كانت مدبرة وضحاياها معروفين للمتهمين، ويدفعهم الانتقام إلى ذلك.
الضحايا اللاتي كُن مستهدفات 4 فتيات لم يرتكبن إثمًا أو ذنبًا إلا رفضهن الدخول في علاقات غير مشروعة تحت مسمى الصداقة أو الحب، فكان جزاءهن الانتقام بدافع عاطفي وإصابتهن.

على مدى 3 أسابيع، كثف رجال المباحث في السويس جهود البحث، بالتعاون مع ضباط مصلحة الأمن العام، يوم بعد آخر انكشفت الحقيقة، فاستبعد فريق البحث الجنائي أن يكون مرتكب تلك الأفعال شخص مجنون أو مختل عقليا، وبمتابعة الفتيات اللاتي تعرضن للإصابة كشفت التحريات أنهن يتمتعن بسمعة طيبة، ولا يربط علاقة بينهن والمتهمين إلا رفضهن الانصياع لرغبات دونية.

علاقة مشبوهة
فريق البحث الذي أشرف عليه اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام، واللواء محمد جاد مدير أمن السويس، استطاع فك اللغز والعلاقة بين حوادث التعدي على الفتيات والتي بلغت 4 حوادث، كان دافعها الانتقام منهن لرفضهن الانصياع لرغبات المتهمين، الذين عاونوا بعضهم لينتقم كل فرد منهم من فتاة بعينها.
ويقول مصدر أمني مسؤول بفريق البحث، إن رجال المباحث نجحوا في الإيقاع بالمتهم الأول "م.غ" 18 سنة، وشهرته التركي، ثم انفرط عقد العصابة فسقطوا واحدا تلو الآخر، وهم "هـ. ا" 30 سنة، صديقة المتهم الأول والمحرضة على أول واقعة، و" م.ا" 18 سنة، و"ط. م" 20 سنة، و"خ. خ" 20 سنة، و"ا. م" 18 سنة.
وأوضح أن أول واقعة كانت قبل نحو 4 أسابيع والتي ارتكبها "م.غ" بتحريض من قرينته "هـ .ا"، والتي تعمل مشرفة أتوبيس لنقل تلاميذ الحضانة إلى منازلهم في مدرسة خاصة، وفي نفس المدرسة كانت تعمل معها "أ.ا" الضحية الأولى.
كانت العلاقة بين المتهمة الثانية المقبلة على عقدها الرابع، والمتهم الثاني شاب العشريني، قد فاحت رائحتها، فأخبرتها الضحية الأول أن ما يثار حولها لا يتناسب مع عملها في مدرسة يقضي فيها الأطفال وقتا ربما يزيد عما يقضونه في المنزل.
مع تطور الامر بين المتهمين الأول والثانية، ولقاءاتهم أمام المدرسة، طلبت منها الضحية من المتهمة مغادرة الحضانة، وحذرتها بأنها ستخبر إدارة المدرسة بسوء سلوكها والذي لا يمكن أن تجمع بينه وبين العمل في مكان يستهدف تربيه الأطفال.

عزمت المتهمة على الانتقام من زميلتها، فحرضت صديقها على إصابتها بهدف إخافتها، ووعدته بتسليمه مبلغ من المال إذا نجح في ذلك، وليتم مهمته كان عليه أن يستعين بأربعة من أصدقاء السوء لتنفيذ خطته.
راقب الأصدقاء الثلاثة الفتاة، عقب خروجها من منزلها بمدينة السلام، وحينما خلى الشارع من المارة أخبروه فحضر من خلفها مستقلا دراجة نارية وسدد لها ضربه بسلاح أبيض فأصابها بجرح في الظهر.
بدون محضر

قالت الفتاة خلال مناقشتها بمعرفة فريق التحقيق، إنها رفضت تحرير محضر بالواقعة، واكتفت فقط بالتوجه إلى المستشفى، ولم تكن تعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد ويتابع المجرمون تنفيذ جرائمهم والانتقام من الفتيات.
مرت الواقعة، دون إخطار الشرطة رسميا بتحرير محضر، شجع ذلك المتهمين الأربعة على اتباع تلك الطريقة للتنكيل بالفتيات اللاتي رفضن أن يسايروا هواهم، فقرر كل منهم أن يصيب فتاة رفضته سواء كان السلاح بيده أو بيد غيره.
معاكسة وإهانة
الواقعة الثانية بدأت برغبة أحد المتهمين في مصاحبة طالبة تدعى "ر.م" حاول معها تارة بالاتصال، ومرة أخرى بمعاكستها في الشارع، إلا أنها في كل مرة كانت تصب عليه سيلا من الغضب وتنهره وتصفه بالطفل والتافه، رافضة أي صورة لعلاقة تعلم أنها ستخالف بها ما تعلمته من أسرتها.
آخر مرة حاول المتهم ذلك، انهالت عليه الفتاة بسيل من الإهانات، فقرر الانتقام منها واتفق مع صديقه "التركي" على تكرار ما فعله في المرة الأولى، وإصابة هذه الفتاة مقابل مبلغ من المال.

واقعة مسجلة
عصر 6 نوفمبر خرجت الطالبة من منزلها بمدينة السلام، كان المتهمين يراقبونها وعندما ابتعدت عن منزلها بمدينة السلام أخبروا صديقهم فحضر مسرعا بدراجته النارية، وباغتها من الخلف بضربه من سلاح أبيض كان بحوزته فأصابها بجرح قطعي أسفل الفخذ.
عادت الطالبة مسرعة إلى منزلها ومنه رافقتها شقيقتها إلى المستشفى لإسعافها، ثم حررت محضرًا بالواقعة بقسم شرطة فيصل، وهناك اتجه معها ضباط مباحث القسم إلى مكان الوقعة، بفصح كاميرات المراقبة ظهر جزء من الواقعة، وسجلت الكاميرا مرور دراجة نارية عقب ظهور الطالبة وهي تمسك ساقها.
الصورة مصادفة
"الشاب والموتوسيكل اللي ظهر في الفيديو مش هو الجاني" يقول مصدر أمني، موضحا أنه عقب تنفيذ المتهم جريمته وإصابة الفتاة، تصادف مرور دراجة نارية، بينما ظهر المتهم في الفيديو قبل الواقعة ولم يعود مرة أخرى من نفس الاتجاه ليظهر مجددا.
وأضاف أن الصورة التي جرى تداولها على صفحات "فيس بوك" ليست للمتهم وإنما لعامل توصيل طلبات تصادف مروره بالشارع.
أدلت الطالبة المصابة بأوصاف المتهم وقالت إنه نحيل بشرته، كان يرتدي بنطال وجاكيت لونهما غامق وكأنها متسخة من إثر زيت أو شحم، ويستقل دراجة نارية سوداء بمقعد أحمر اللون.
كانت تلك الواقعة هي البلاغ الأول للشرطة، فشكل اللواء محمد جاد، فريق بحث ضم رؤساء مباحث الأقسام وضباط مباحث المديرية لضبط المتهم في الواقعة، لكن الأمور لم تتضح بعد المرة الأولى.
ويكشف المصدر الأمني أن المتهمين أقروا خلال مناقشتهم أن ما حدث في أول واقعتين وإفلات "التركي" دفعهم إلى اتخاذ تلك الطريقة سبيلا للانتقام من كل فتاة رفضت صداقة ومرافقة متهم منهم.

تبديل الأدوار
ظهرت العُقد القديمة لدى المتهمين، كان أحدهم يحاول جاهدا التقرب من "س. أ" 17 سنة، لكن الطالبة رفض ونهرته، في المرة الأخيرة طفح الكيل وخرجت عن هدوءها فخلعت حذاءها في وجهه بالطريق ولوحت بضربه إذا رأته مرة أخرى أمامها.
عقد ذلك الشاب العزم للانتقام منها، فقرر الاستعانة بأحد أصدقاءه ليباغتها كما فعل المتهم الأول، لكنه رفض أن يكون "التركي" هو المنفذ كونه يعرفها فقد رآها من قبل، ويمكنها التعرف عليه، فبدل الأدوار واستعان بآخر من ضمن عصابتهم لينفذ فعلته.

كانت الطالبة تسير قرب بوابة جامعة السويس بالسلام، حيث مسكنها، عيون المتهمين كانت تلاحقها دون أن تدري، وعندما هدأت حركة المارة، كانت الإشارة ليضربها المتهم بشفرة حادة مستقلا دراجة نارية فأصابها بجرح في الظهر.
توجهت الطالبة للمستشفى لإجراء الإسعافات اللازمة، وحررت محضر بالواقعة، وأفادت في المحضر انها لم ترى وجه المتهم الذي ضربها، وذكرت انها راته من ظهره وبدا من هيئته أنه نحيل.
خطوبة
مساء الجمعة 16 نوفمبر، كانت السيدة "وفاء.م" قد خرجت من أحد مراكز التسوق بشارع ناصر ترافقها ابنتها "س. ص" 17 طالبة، سنة، وابنها الصغير، وقبل أن تصل لمنزلها بمنطقة العوايد، استوقفها شاب خلال سيرها على الرصيف، وطلب منها إعطاءه هاتفها لإجراء مكالمة.
رفضت الأم ظنا منها أن من يحدثها لص، إلا أنه أظهر شفرة كانت في يده وحاول ضربها وهو يقول "أنا مش عايزك عايز بنتك" فأصابها بجرح في الزراع وتركها قائلا "التذكار ده كان ليها".

مناقشة ضباط فريق البحث للسيدة وابنتها، عقب ضبط المتهمين، كشفت أن أحد المتهمين كان يحب الطالبة ويرغب في الارتباط بها إلا انها رفضت وأتمت خطبتها لآخر، فعم الغضب الشاب وقرر الانتقام.

اتفق المتهم مع أحد شركاءه في التشكيل لتشويه وجه الفتاة أو ترك علامة مؤلمة تتذكره كلما رأتها وآلمتها.
كان لتلك الوقائع أن تفتح الباب للشائعات والادعاء كل يوم بتعرض فتاة للإصابة على يد مجهول أسماه النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"سفاح البنات"
ونتج عن ذلك 4 وقائع ملفقة كانت أبطالها فتيات ادعين إصابتهن، منهن من استعانت بمشرط اشترته من صيدلية لتصيب نفسها وتدعي أن السفاح أصابها، ثم أخرى تحضر فرح صديقتها رغم رفض والدتها، وقبل عودتها للمنزل تجرح نفسها بشفرة حلاقة وتدعي أن "السفاح" ضربها وفر، وثالثة تعود للمنزل وفي يدها جرح فيدعي والدها أن السفاح طعنها.
التحريات والمعلومات الأمنية وسؤال الشهود العيان ومتابعة خط سيرهن في كاميرات المراقبة اثبت كذب ادعاء الفتيات الثلاث وأحالتهن الشرطة للنيابة بتهمة إزعاج السلطات، وقررت النيابة إخلاء سبيلهن.


نقلا عن مصراوي
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -