قصة القبض على «مصاصي الدماء

قصة القبض على «مصاصي الدماء
قصة القبض على «مصاصي الدماء

الممرضان استغلا عملهما داخل وحدة صحية لسرقة دماء المرضى تعاونا مع صاحب معمل طبي بالمحافظة لتوريد الدماء مقابل المال حولا محل عملهما إلى وكر لمزاولة النشاط

مات الضمير، وتحولا إلى تجار بشر، لصوص دماء، استغلا المرضى من البسطاء لسرقة أجسادهم الهزيلة التي أتى عليها المرض، لم يهدأ لاثنين من الممرضين بالا، حتى كونا تشكيلا عصابيا لسرقة الدماء، واستغلا عملهما في التمريض لتسهيل مهمتهما، سحبا العينات من الضحايا بعد إيهامهم بأن الهدف منها هو الاطمئنان على حالتهم المرضية، وحولا الوحدة الصحية التي يعملان بها إلى سلخانة للنصب والاحتيال، وبيع الدماء لأصحاب المعامل الخاصة، وظلا على هذه الحال حتى ذاع صيتهما، وفاحت رائحتهما، فتم عمل كمين والقبض عليهما، ليعترفا بارتكاب الجرم.
كان الصديقان يجلسان معا، حيث محل عملهما بوحدة صحية بإحدى القرى الفقيرة التابعة لمركز أبو قرصاص، بمحافظة المنيا، يتناقشان عن ارتفاع الأسعار، وأنهما لا يقويان على مصروفات المنزل ليخبر أحدهما الآخر: "الشيلة بقت تقيلة قوي يا صاحبي".
لم يكذب صديقه خبرا، وقال له: "في مصلحة حلوة هناكل من وراها الشهد"، جحظت عينا الصديق، وأسرع بالسؤال عن طبيعتها، ليخبره عن استقباله عرضا من مالك معمل طبي، بأنهما سيحصلان على مبالغ مالية كافية لإنعاش جيوبهما، مقابل سحب دم المرضى وتسليمه للمعمل.
"لقمة عيش
لم يستوعب الصديق في البداية، وكاد يرفض العرض، لولا أن ذكره صديقه بمصاريف المدارس، وفواتير الكهرباء، لينكس رأسه، ويبدأ في التركيز مع صديقه، لم يستغرق الأمر كثيرا واتفقا على مقابلة صاحب المعمل: "لقمة عيش يابو العيال ورزق جايلنا، حرام نسيبه".
توجه الاثنان إلى المحافظة، حيث التقيا مالك المعمل على أحد المقاهي، جلسوا واحتسوا المشاريب وأبرموا الاتفاق، على أن يتم التنفيذ سريعا، ولكونهما يعملان بوحدة صحية لم يكن هناك من داع لتعليمهما كيفية سحب الدماء والاحتفاظ بها استعدادا لنقلها إلى المعمل، ولتأكيد حسن النية أعطاهما الشريك الجديد مبلغا ماليا تحت الحساب.

بدأ الصديقان في تنفيذ مخططهما، وأشاعا بين أهالي القرية أن الوحدة تقوم بعمل تحليل دماء للمرضى بالمجان، وهو ما رآه الفقراء فرصة للاطمئنان على حالتهم الصحية، لتلمع أعين الصديقين: "دي شكلها هترزق من وسع".
الخطة بدأت في حصد ثمارها إذ هرول العشرات من الأهالي للوحدة، والممرضان بدوريهما في حالة فرح شديد، أكياس الدم بدأت تتكدس في الثلاجة، ومعها تمتلئ جيوبهما بالمال، ملابس جديدة وهواتف اشتراها الممرضان لهما ولأبنائهما.
الضحايا سقطوا في الفخ

هكذا كان الحال بعد أشهر من ممارسة المتهمين عملهما الإجرامي، حيث زاد عدد رواد الوحدة الصحية حتى أصبحت مكتظة بالأهالي المخدوعين الذين ظنوا أن ابني قريتهم يقومان بخدمتهما، ولم يظنوا يوما أنهم يتعرضون لعملية سرقة منظمة، ويتعاملون مع ذئبين استغلا الفقر والحاجة وقلة الحيلة للتربح.
ظن المتهمان أن طاقة القدر قد فتحت لهما، ووسعا نشاطهما، وبدأت عمليات ضخ الدماء إلى المعمل تزداد أكثر فأكثر، حتى فاحت رائحتهما في القرية والقرى المجاورة التي بدأ سكانها يترددون على قرية المتهمين في محاولة للاطمئنان على صحتهم.
وعلى ما يبدو فقد كان هناك من يتربص لهما، حيث وصل بلاغ من مجهول إلى مديرية أمن المنيا، بقيام الممرضين بأشياء مريبة داخل الوحدة الصحية وأنهما يسرقان دماء المرضى.
فور وصول البلاغ، بدأت الأجهزة الأمنية بالمديرية، في عملية البحث للتأكد من أنه ليس بلاغا كيديا، في الوقت الذي كان المتهمان يزاولان نشاطهما دون أن يعلما أن وقتهما باشر على النفاد.
لمعلومات التي كشفتها التحريات أكدت قيام كل من: "س.ا" و"ا.ل"، يعملان ممرضين بالوحدة الصحية بأبو قرقاص، بسحب عينات من أهالى القرى، لإجراء تحاليل لهم بقصد التربح.
القبض على المتهمين

تم استئذان النيابة العامة، وعمل كمين للمتهمين، حيث توجهت قوة من الشرطة، إلى الوحدة وتمكنت من القبض على المتهمين، وعثر بحوزتهما على أدوات طبية، وبمواجهتهما اعترفا أمام العميد رأفت الحلوانى مأمور مركز شرطة المنيا، بما نسب إليهما.

وبعرضهما على النيابة، أمرت بتشكيل لجنة من مديرية الطب، للاطلاع على الأحراز، ووجهت لهما تهمة مزاولة نشاط بدون ترخيص، وكلفت إدارة البحث الجنائى، بالتحرى حول الواقعة، بينما سادت حالة من الغضب والرعب بسبب انتشار الأقاويل عن عصابات سرقة دماء البشر.

هذا الخبر منقول من : التحرير

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -